tajakant

dimanche 13 mars 2011

بحت في علوم الشريعة


مناظرة بين أبي الحسن الأشعري وأبي علي الجبائي المعتزلي في أن أسماء الله هل توقيفية ؟

دخل رجل على الجبائى فقال هل يجوز أن يسمى الله تعالى عاقلا ؟
فقال الجبائى لا لأن العقل مشتق من العقال وهو المانع والمنع فى حق الله محال فامتنع الإطلاق
قال الشيخ أبو الحسن فقلت له فعلى قياسك لا يسمى الله سبحانه حكيما لأن هذا الاسم مشتق من حكمة اللجام وهى الحديدة المانعة للدابة عن الخروج ويشهد لذلك قول حسان بن ثابت رضى الله عنه
فنحكم بالقوافى من هجانا   ونضرب حين تختلط الدماء
وقول الآخر
أبنى حنيفة حكموا سفهاءكم     إني أخاف عليكم أن أغضبا
أى نمنع بالقوافى من هجانا وامنعوا سفهاءكم
فإذا كان اللفظ مشتقا من المنع والمنع على الله محال لزمك أن تمنع إطلاق حكيم عليه سبحانه وتعالى
قال فلم يحر جوابا إلا أنه قال لى فلم منعت أنت أن يسمى الله سبحانه عاقلا وأجزت أن يسمى حكيما
قال فقلت له لأن طريقى فى مأخذ أسماء الله الإذن الشرعى دون القياس اللغوى فأطلقت حكيما لأن الشرع أطلقه ومنعت عاقلا لان الشرع منعه ولو أطلقه الشرع لأطلقته[1]

مناظرة بين الشيخ أبى الحسن وأبى على الجبائى فى الأصلح والتعليل

سأل الشيخ - أبو الحسن- رضى الله عنه أبا على فقال أيها الشيخ ما قولك فى ثلاثة مؤمن وكافر وصبى ؟
فقال : المؤمن من أهل الدرجات والكافر من أهل الهلكات والصبى من أهل النجاة
فقال الشيخ : فإن أراد الصبى أن يرقى إلى أهل الدرجات هل يمكن ؟
قال الجبائى : لا، يقال له إن المؤمن إنما نال هذه الدرجة بالطاعة وليس لك مثلها
قال الشيخ : فإن قال التقصير ليس منى فلو أحييتنى كنت عملت من الطاعات كعمل المؤمن
قال الجبائى : يقول له الله كنت أعلم أنك لو بقيت لعصيت ولعوقبت فراعيت مصلحتك وأمتك قبل أن تنتهى إلى سن التكليف
قال الشيخ : فلو قال الكافر يا رب علمت حاله كما علمت حالي فهلا راعيت مصلحتي مثله. فانقطع الجبائى
قلت هذه مناظرة شهيرة وقد حكاها شيخنا الذهبى وهى دامغة لأصل من يقلده لأن الذى يقلده يقول إن الله لا يفعل شيئا إلا بحكمة باعثة له على فعله ومصلحة واقعة وهو من المعتزلة فى هذه المسألة فلو يدرى شيخنا هذا لأضرب عن ذكر هذه المناظرة صفحا ووقع فى زمان شيخ الإسلام عز الدين بن عبد السلام استفتاء فى هذه المسألة فكتب عليه الشيخ عز الدين والشيخ أبو عمرو بن الحاجب وطائفة
ومن كلام الشيخ عز الدين فى الجواب ما أجهل من يزعم أن الله سبحانه لا يجوز أن يخلق شيئا إلا أن يكون فيه جلب نفع أو دفع ضرر تالله لقد تيمموا شاسعا ولقد تحجروا واسعا
ومن جواب ابن الحاجب أى صلاح فى خلق ما هو السبب المؤدى إلى الكفر وكأنى أحكى الجوابين إن شاء الله فى بعض تراجم الطبقة السابعة
وهذه مسألة مفروغ منها فمن أصلنا أنه يقال لا يجب عليه شئ ولا يفعل شيئا لشئ ابتعثه عليه بل هو مالك الملك ورب الأرباب لا حجر عليه له نقل عباده من الخير إلى الشر ومن النفع إلى الضر ﴿ لا يسأل عما يفعل وهم يسألون
واعلم أن جواب شيخنا أبى الحسن مأخوذ من قول إمامنا الشافعى رضى الله عنه: " القدرية إذا سلموا العلم خضعوا" أى إذا سلموا علم الله بالعواقب.[2]

مناظرة بين الشافعى وأحمد ابن حنبل رضى الله عنهما

حكى أن أحمد ناظر الشافعى فى تارك الصلاة فقال له الشافعى يا أحمد أتقول إنه يكفر
قال نعم
قال إذا كان كافرا فبم يسلم
قال يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )
قال الشافعى فالرجل مستديم لهذا القول لم يتركه
قال يسلم بأن يصلى[3]

محاورة بين الإمام مالك بن أنس والفقيه محمد بن الحسن الشيباني

أخبرنا على بن المحسن التنوخي قال وجدت في كتاب جدي حدثنا الحرمي بن أبي العلاء المكى قال نبأنا إسحاق بن محمد بن أبان النخعي قال حدثني هانئ بن ضيفي قال حدثني مجاشع بن يوسف قال كنت بالمدينة عند مالك وهو يفتى الناس فدخل عليه محمد بن الحسن صاحب أبى حنيفة وهو حدث فقال ما تقول في جنب لا يجد الماء الا في المسجد فقال مالك لا يدخل الجنب المسجد قال فكيف يصنع وقد حضرت الصلاة وهو يرى الماء قال فجعل مالك يكرر لا يدخل الجنب المسجد فلما أكثر عليه قال له مالك فما تقول أنت في هذا قال يتيم ويدخل فياخذ الماء من المسجد ويخرج فيغتسل قال من أين أنت قال من أهل هذه وأشار إلى الأرض فقال ما من أهل المدينة أحد لا اعرفه فقال ما أكثر من لا تعرف ثم نهض قالوا لمالك هذا محمد بن الحسن صاحب أبى حنيفة فقال مالك محمد بن الحسن كيف يكذب وقد ذكر أنه من أهل المدينة قالوا إنما قال من أهل هذه وأشار إلى الأرض قال هذا أشد على من ذاك[4]




[1] - طبقات الشافعية الكبرى لتاج الدين بن علي بن عبد الكافي السبكي تحقيق : د. محمود محمد الطناحي د.عبد الفتاح محمد الحلو هجر للطباعة والنشر والتوزيع - 1413هـ ج 3 ص 358

[2] - طبقات الشافعية الكبرى لتاج الدين بن علي بن عبد الكافي السبكي تحقيق : د. محمود محمد الطناحي د.عبد الفتاح محمد الحلو هجر للطباعة والنشر والتوزيع - 1413هـ ج 3 ص 357

[3] - طبقات الشافعية الكبرى لتاج الدين بن علي بن عبد الكافي السبكي تحقيق : د. محمود محمد الطناحي د.عبد الفتاح محمد الحلو هجر للطباعة والنشر والتوزيع - 1413هـ ج 2 ص 61
[4] - تاريخ بغداد للخطيب البغدادي دار الكتب العلمية – بيروت ج 2 ص 175

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire